الثلاثاء، 30 يونيو 2015

فقه القيادة (9)

فقه القيادة (9)
سلسلة يكتبها د. إدريس أوهلال

المدراء والقادة ينتميان إلى صنفين من البشر يختلفان كليا في طريقة تفكيرهما، وأسلوبهما في العمل.
المدراء لا يرتبطون بأية علاقة شخصية أو نشطة مع الأهداف، والأهداف في نظرهم تمليها الضرورة لا الرغبة. أما القادة فيرتبطون بعلاقة شخصية ونشطة مع الأهداف، والأهداف عندهم نابعة من الرغبة لا من الضرورة.
يقول فريديريك دونر الذي كان رئيسا ومديرا عاما لشركة جينرال موتورز خلال الفترة من 1958 إلى 1967: "لا يجب أن نصمم السيارات التي نرغب في إنتاجها، بل يجب أن نصمم السيارات التي يريدها الزبون". هذه طريقة تفكير المدراء، يصنعون ما يحتاجه السوق.
أما القادة فيصنعون ما يرغبون فيه. لقد صنع ستيف جوبز مؤسس شركة آبل ما يرغب فيه، ثم تكفلت بعد ذلك تقنيات التسويق والإشهار بتوليد الحاجة إلى منتجات صناعته.
القادة يقومون بالفعل ابتداء، وبأفعالهم الابتدائية يغيرون نظرة الناس لما هو ممكن ومرغوب فيه وضروري. أما المدراء فأصحاب ردود فعل، يستجيبون فقط لحاجات الناس.
إن التاريخ الشخصي للقادة يتماهى بكل ما فيه من ذاتية مع تاريخ وثقافة المنظمات التي يقودونها. أما تاريخ وثقافة المنظمات التي يديرها مدراء فتسطره أهدافها التي تعبر فقط عن الحاجات الموضوعية لعملائها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق