الثلاثاء، 30 يونيو 2015

فقه القيادة (7)

فقه القيادة (7)
سلسلة يكتبها د. إدريس أوهلال

ما الفرق بين المدراء والقادة؟
ينتمي المدراء والقادة إلى فئتين مختلفتين من البشر. يولد المدراء من رحم الحاجة، أما القادة فيولدون من رحم الرغبة.
يستجيب المدراء للحاجة الملحة لإدارة العلاقات بين مختلف الهياكل التنظيمية والوظيفية، وتأمين السير العادي للأنشطة اليومية. أما القادة فيستجيبون للرغبة في استغلال الفرص وإلهام الموظفين وتغذية الإبداع. النتيجة: مدراء بارعون في خلق الروتين، وقادة متميزون في خلق الفوضى.
إن المنظمات بحاجة إلى المدراء والقادة في نفس الوقت لتأمين وجودها وتطورها. لكن في الواقع تهيمن ضرورات الإدارة على سحر القيادة. إن الهيمنة الواضحة لنماذج المدراء في أغلب المنظمات تؤكد وجود الحاجة إلى الأشكال التنظيمية المركزية أكثر من الحاجة إلى تحرير المبادرة، والحاجة إلى تسيير المهام اليومية أكثر من الحاجة إلى إعداد المستقبل، والحاجة إلى وحدة الصف وقيم التوافق والإجماع أكثر من الحاجة إلى قيم الفعالية والنتائج والأداء، والحاجة إلى تأمين الاستمرارية أكثر من الحاجة إلى تدعيم التغيير. إن المنظمات، كالبشر، يحلمون بالعودة أكثر مما يحلمون بالرحيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق