الثلاثاء، 30 يونيو 2015

فقه القيادة (4)

فقه القيادة (4)
سلسلة يكتبها د. إدريس أوهلال
 
عقبات كثيرة تحول دون تطوير الوعي بطبيعة عمل القادة، ودون تجسيد هذا الوعي في برامج فعالة لإعداد القادة وممارسات قيادية ناجعة وناجحة. من أهم هذه العقبات نجد:
- التداخل بين أعمال الإدارة وأعمال القيادة. فرغم الفارق النوعي الموجود بين الإدارة والقيادة إلا أن التداخل بينهما على المستوى العملي كبير.
- التداخل الموجود بين الرغبة والحاجة، وتنازع الرغبة والضرورة أعمال القيادة. 
- التداخل بين الرؤية الموجودة في ذهن القائد والرؤية الموجودة في الخطة الاستراتيجية المكتوبة والمتداولة. أين ينتهي القيادي، وأين يبدأ الإداري؟
- وجود أعمال روتينية لازمة للقائد وانتشار فكرة أن القائد الفعال هو من يتحرر من الأعمال الروتينية.
- الخلط الموجود لدى الكثير من المنظمات بين احتياجاتها من المدراء واحتياجاتها من القادة. فتجد البعض منها يعمل على استقطاب المزيد من المدراء لحل مشكلة غياب القادة، وتدريب المزيد من المدراء لحل مشكلة ضعف القادة.
- التداخل بين الفكر والفعل في عمل القائد؛ فالقائد يفكر كرجل عمل، ويعمل كرجل فكر.
- التداخل بين مختلف أنظمة جمع وتحليل المعلومات: النظام اليدوي والنظام الآلي والنظام البشري، وهذه الأنظمة الثلاثة كلها لازمة وضرورية لصناعة القرار. وهذا التداخل يفرض طرح السؤال التالي: ما الحدود الفاصلة بين نظام دعم القرار الخاص بالقائد، ونظام دعم القرار الخاص بالمؤسسة؟
- ضعف الوعي بالأهمية الاستراتيجية للنظام البشري لجمع وتحليل المعلومات. لا زلنا نعتقد أن النظامين اليدوي والآلي لجمع وتحليل المعلومات كافيان لصناعة القرار. هكذا تضيع فرصة صناعة قيادات من خلال تطوير الأنظمة البشرية لجمع وتحليل المعلومات.
- الخلط بين متطلبات إدارة التغيير وقيادته. وخطأ قيادة التغيير بالمدراء، بدل إدارة التغيير بالقادة.
عقبات كثيرة إذن تحول دون تبين طبيعة عمل القائد وحدوده، فهل يسعفنا "فقه القيادة" بالدقة والوضوح ويكون منقدا لنا من هذا التداخل والخلط والغموض؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق