الثلاثاء، 30 يونيو 2015

فقه القيادة (6)

فقه القيادة (6)
سلسلة يكتبها د. إدريس أوهلال

القيادة رؤية، ثم بناء فريق عمل، ثم تحفيز، وأنشطتها الخاصة تحددها وظائف قيادة التغيير. والإدارة تخطيط، ثم تنظيم، ثم مراقبة، وأنشطتها الخاصة تحددها وظائف إدارة التعقيد. وتقرر كل من القيادة والإدارة الأنشطة الخاصة بهما من خلال الإجابة عن الأسئلة الثلاث التالية:
1 - ما العمل؟
2 - من الفاعل؟ 
3 - كيف نؤمن وفاء الفاعل بالعمل؟

أولا: ما العمل؟
القيادة تحدد الاتجاه والإدارة تخطط لاستكمال تعريفه
القيادة لا تخطط، ولا يندرج التخطيط ضمن وظائفها. وظيفة القيادة هي النظر في المستقبل، والتنظير له، ووضع استراتيجية واقعية لانتظاره؛ تحديد الاتجاه، والرؤية، والتغيير الذي يجب إحداثه لكي تتحقق الرؤية. وعلى الإدارة أن تخطط لاستكمال تعريف الاتجاه والرؤية والاستراتيجية ومراقبة هذه العناصر وتصحيحها وفق معطيات الواقع.

ثانيا: من الفاعل؟
القيادة تبني فريق عمل والإدارة تبني تنظيم
القيادة لا تنظم، ولا يندرج التنظيم ضمن وظائفها. وظيفة القيادة هي تأمين وحدة التصور والشعور والولاء والسلوك. وعلى الإدارة أن تستقطب الموارد البشرية حسب الحاجة وتنظمها.

ثالثا: كيف نؤمن وفاء الفاعل بالعمل؟
القيادة تحرك الإرادات وتحفزها والإدارة تراقب
القيادة لا تراقب، ولا تندرج المراقبة ضمن وظائفها. وظيفة القيادة هي تحريك الناس بشكل غير عادي نحو الأهداف والغاية وإلهامهم وتحفيزهم من خلال إشباع حاجات إنسانية أساسية. وعلى الإدارة أن تراقب وتضبط أناس عاديين، وتجعلهم يتصرفون بطريقة عادية، ويقومون بمهام عادية.

ثلاث وظائف ضروري أن تقوم بها القيادة والإدارة وتحدث من خلالها تغييرات في الجو الفكري والنفسي والعملي، الفردي والجماعي، في المنظمة.
إن القيادة عملية على فعاليتها يتوقف وضوح الرؤية، ووحدة التصور والشعور والولاء، ونهوض الإرادات للطلب. والإدارة عملية على فعاليتها يتوقف نجاح التخطيط، والتنظيم، والرقابة.
وحول القيادة تتبلور رؤية، ويتكون فريق عمل، وتنعقد إرادة. وتدعم الإدارة عمل القيادة وتستكمله بالتخطيط والتنظيم والرقابة.  وبتظافر جهودهما وتكاملهما يبتدئ تاريخ جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق