الخميس، 18 أغسطس 2016

إضاءات_4

إصدارات د. إدريس أوهلال

- الكتاب: إضاءات 4: الأداء
- عدد الصفحات: 159 صفحة
- رابط تحميل الكتاب pdf:
https://drive.google.com/file/d/0B0XuXormicnNLVZOenZVR01rbVk/view?usp=sharing

إضاءات_2

إصدارات د. إدريس أوهلال

- الكتاب: إضاءات 2: القيادة
- عدد الصفحات: 106 صفحة
- رابط تحميل الكتاب pdf:
https://drive.google.com/file/d/0B0XuXormicnNUXNfQTBJSEZZUHc/view?usp=sharing

إضاءات_1

إصدارات د. إدريس أوهلال

- الكتاب: إضاءات 1: الاستراتيجية
- عدد الصفحات: 168 صفحة
- رابط تحميل الكتاب pdf:
https://drive.google.com/file/d/0B0XuXormicnNQ2tUU3luNWMwQnM/view?usp=sharing

الجمعة، 25 سبتمبر 2015

نحو استراتيجية ذكية للمعرفة / المقال 5

نحو استراتيجية ذكية للمعرفة

المقال (5)

الحقل والنقل والعقل والإرادة

سلسلة يكتبها د. إدريس أوهلال


استعرضنا في المقال السابق نمذجات أساتذتنا الكبار الثلاثة للنظام المعرفي. وهي نمذجات تفتح آفاقا معرفية غنية، وتمنح إمكانات تحليلية على مستوى عال من الدقة والوضوح. لكن حصر النظام المعرفي في ثلاثة أنظمة فرعية هي البرهان والبيان والعرفان حسب الفيلسوف المبدع محمد عابد الجابري، أو العقل المجرد والعقل المسدد والعقل المؤيد حسب الفيلسوف المجدد طه عبد الرحمن، أو العقل والنقل والإرادة حسب الأستاذ المربي عبد السلام ياسين، يفوت علينا فرصة اكتشاف مصدر الفعالية والجدوى الموجود في تفاعل هذه الأنظمة الثلاثة مع نظام رابع هو "الحقل"، كما يفوت علينا فائدة فهم وظيفة كل نظام، وطبيعة العلاقات القائمة بين هذه الأنظمة، والتأثيرات التاريخية والاجتماعية التي تطالها، وحدود سلطتها.

لا يمكن لأي باحث في "العقل والنقل والإرادة" أن يتجاهل ميدان حوار العقول، ومجال تطبيق النقل، وساحة صراع الإرادات؛ أي الحقل. فهو عالم الأجسام والمصالح، وعالم الدوافع والموانع، وعالم العادات والأعراف، وعالم العداوات والصداقات، وعالم الحرب والسلم.

في "الحقل" توجد طاقة المصالح المحركة، وفيه تكتسب الخبرة الإنجازية؛ لذلك نحتاج إلى مجاورة ومقابلة مفهوم الحقل مع مفاهيم "العقل والنقل والإرادة" لتكتمل عندنا صورة الجهاز المفاهيمي الحامل لمضمون معرفة الذات والعالم والعمل، وطبيعة العلاقات والتفاعلات الموجودة بين قطب الذات (العقل والإرادة) وقطب السلطة (النقل والحقل).

إن الحقل هو المجال التاريخي لتنزيل النقل، والحصيلة التاريخية لحوار العقول، وصراع الإرادات وتفاهماتها. إذ لا وجود لإرادة إلا بإزاء إرادات أخرى منافسة لها. ولا لفهم إلا بإزاء فهوم أخرى مجادلة له. ومجموع هذه الإرادات والفهوم المتحاورة، أو المتصارعة، أو المتفاهمة لا تتنزل في فراغ بل في واقع مادي اجتماعي تاريخي يوجد فيه لاعبون وتحكمه قواعد للعب يسمى: "الحقل".

نحو استراتيجية ذكية للمعرفة / المقال 4

نحو استراتيجية ذكية للمعرفة

المقال (4)

سلسلة يكتبها د. إدريس أوهلال


انتهينا في المقال السابق إلى ضرورة البدء بتحليل البنيات العميقة لأنظمتنا المعرفية للكشف عن العوائق المعرفية والأخلاقية والسياسية المانعة لنا من دخول مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة بعقلية وإرادة المتحدي لا بعقلية وإرادة التابع المسحوب.

لا توجد أي دولة في العالم دخلت في اقتصاد المعرفة رائدة أو متحدية دون الاعتماد على نظامها المعرفي. لكن مشكلتنا هي أننا لا نملك نظاما معرفيا واحدا أو مٌوَحِّداً، بل لدينا أنظمة معرفية متعددة ومتصارعة. فما هي هذه الأنظمة المعرفية؟ وما حدود سلطة كل نظام معرفي؟

توجد ثلاث مساهمات تحليلية نقدية متميزة، لثلاثة مفكرين كبار، انتهت إلى تقسيم متطابق لنظامنا المعرفي مع اختلاف في المفاهيم المستخدمة:

- مساهمة محمد عابد الجابري، و  وتقسيمه للنظم المعرفية إلى الأقسام الثلاثة: البرهان، والبيان، والعرفان.

 - مساهمة طه عبد الرحمن، وتقسيمه للنظم المعرفية إلى الأقسام الثلاثة: العقل المجرد، والعقل المسدد، والعقل المؤيد.

- مساهمة عبد السلام ياسين، وتقسيمه للنظم المعرفية إلى الأقسام الثلاثة: العقل، والنقل، والإرادة.

توجد إذن ثلاثة أنظمة معرفية:

- النظام المعرفي البرهاني/العقل المجرد/العقل

- النظام المعرفي البياني/العقل المسدد/النقل

- النظام المعرفي العرفاني/العقل المؤيد/الإرادة

تقسيم متطابق على غير اتفاق بين المفكرين الثلاثة الكبار ! لكن يبدو أن هذا التطابق في التقسيم هو نقطة الاتفاق الوحيدة بينهم.

ولفهم الموقف النقدي لكل مساهمة، وقيمتها، وحدودها، لا بد من استحضار الأسئلة التالية: ما طبيعة كل نظام معرفي؟ وما حدود سلطته؟ وهل هذه الأنظمة المعرفية متفاضلة أم متكاملة فيما بينها؟ وإذا كانت متفاضلة فما هو سلم التفاضل بينها؟ وبأي نظام معرفي نتحرر من عقلية وإرادة التابع المسحوب، ونبني عقلية وإرادة المتحدي لدخول مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة؟

نحو استراتيجية ذكية للمعرفة / المقال 3

نحو استراتيجية ذكية للمعرفة

المقال (3)

سلسلة يكتبها د. إدريس أوهلال


ما المعرفة؟ وما طبيعتها؟ وما أنواعها؟ وما قيمتها؟ وكيف يتم تحصيلها؟ وما دورها في حركية الأفراد والجماعات؟

يحمل لفظ "المعرفة" معاني متعددة تمتد من الاستعمال العادي واليومي إلى الاستعمال الديني والفلسفي والعلمي والتقني.

إن هذا التعدد في معاني المعرفة نابع أولا من تعدد أنواع المعارف؛ فالخبرات، والأفكار، ومعرفة العادات والتقاليد، ومعرفة اللغة، والمعارف الدينية، والمعارف العلمية، والمعارف التقنية... إلخ كلها أنواع مختلفة من المعارف.

إن معارف الفرد حول ذاته والعالم المحيط به هي المعارف الأولى التي يكتسبها. وتليها بعد ذلك معارفه حول العمل. وهذه المعارف (أي معرفة الذات والعالم والعمل) هي نفسها التي تؤمن تلاحم الأفراد فيما بينهم؛ أي تلاحم الجماعة. ويتشكل من معارف الأفراد والجماعة حول الذات والعالم والعمل "نظام للمعرفة".

في كل جماعة ومجتمع توجد أنظمة للمعرفة تحدد تراتبية المعرفة وقيمتها ودورها. وهذه الأنظمة هي أساس كل معرفة ممكنة داخل هذه الجماعة أو المجتمع وأساس الاستخدامات الجماعية والاجتماعية التي يقوم بها الأفراد وتقوم بها الجماعة للمعرفة. و"نظام المعرفة" هو مجموع المفاهيم والحقائق والإجراءات والعمليات والمبادئ الرسمية وغير الرسمية التي تحدد تراتبية المعارف وقيمتها ودورها.

إن تطوير استراتيجية ذكية وفعالة للمعرفة يقتضي  تحديد الاستخدامات الاجتماعية التي ستتم للمعرفة، لكن قبل ذلك لابد من البدء ب "الحفر" في البنيات الذاتية العميقة، الفردية والجماعية، لأنظمة المعرفة عندنا للكشف عن العوائق المعرفية والأخلاقية والسياسية المانعة لنا من دخول مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة بعقلية وإرادة المتحدي لا بعقلية وإرادة التابع المسحوب. وهذا ما سنقوم به في المقالات المقبلة.