الجمعة، 25 سبتمبر 2015

نحو استراتيجية ذكية للمعرفة / المقال 3

نحو استراتيجية ذكية للمعرفة

المقال (3)

سلسلة يكتبها د. إدريس أوهلال


ما المعرفة؟ وما طبيعتها؟ وما أنواعها؟ وما قيمتها؟ وكيف يتم تحصيلها؟ وما دورها في حركية الأفراد والجماعات؟

يحمل لفظ "المعرفة" معاني متعددة تمتد من الاستعمال العادي واليومي إلى الاستعمال الديني والفلسفي والعلمي والتقني.

إن هذا التعدد في معاني المعرفة نابع أولا من تعدد أنواع المعارف؛ فالخبرات، والأفكار، ومعرفة العادات والتقاليد، ومعرفة اللغة، والمعارف الدينية، والمعارف العلمية، والمعارف التقنية... إلخ كلها أنواع مختلفة من المعارف.

إن معارف الفرد حول ذاته والعالم المحيط به هي المعارف الأولى التي يكتسبها. وتليها بعد ذلك معارفه حول العمل. وهذه المعارف (أي معرفة الذات والعالم والعمل) هي نفسها التي تؤمن تلاحم الأفراد فيما بينهم؛ أي تلاحم الجماعة. ويتشكل من معارف الأفراد والجماعة حول الذات والعالم والعمل "نظام للمعرفة".

في كل جماعة ومجتمع توجد أنظمة للمعرفة تحدد تراتبية المعرفة وقيمتها ودورها. وهذه الأنظمة هي أساس كل معرفة ممكنة داخل هذه الجماعة أو المجتمع وأساس الاستخدامات الجماعية والاجتماعية التي يقوم بها الأفراد وتقوم بها الجماعة للمعرفة. و"نظام المعرفة" هو مجموع المفاهيم والحقائق والإجراءات والعمليات والمبادئ الرسمية وغير الرسمية التي تحدد تراتبية المعارف وقيمتها ودورها.

إن تطوير استراتيجية ذكية وفعالة للمعرفة يقتضي  تحديد الاستخدامات الاجتماعية التي ستتم للمعرفة، لكن قبل ذلك لابد من البدء ب "الحفر" في البنيات الذاتية العميقة، الفردية والجماعية، لأنظمة المعرفة عندنا للكشف عن العوائق المعرفية والأخلاقية والسياسية المانعة لنا من دخول مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة بعقلية وإرادة المتحدي لا بعقلية وإرادة التابع المسحوب. وهذا ما سنقوم به في المقالات المقبلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق